
اختراع اجتماعي وليس حاجة بيولوجية
حتى القرن الثامع عشر، لم يكن الناس يأكلون في الصباح - ببساطة لأنه لم يكن هناك الكثير ليأكلوه. الوجبة الحقيقية، تلك التي كانت تجمع العائلة، كانت تتم في فترة بعد الظهر.
فقط مع الثورة الصناعية، وظهور المشروبات الساخنة (القهوة، الشوكولاتة، الشاي)، وصعود التسويق الغذائي أن أصبح الإفطار طقساً راسخاً. بعبارة أخرى: لقد اخترعنا حاجة لبيع المنتجات بشكل أفضل.
صناعة الغذاء: القائد الخفي
عززت الدراسات الغذائية، التي غالباً ما تتأثر بعمالقة صناعة الغذاء، فكرة أن تخطي الإفطار قد يكون ضاراً. لكن وراء هذه الوصية يكمن منطق "التراكم" على الطريقة الأنجلوساكسونية - بعبارة أخرى، التناول المقنع.
نحن مدفوعون للأكل بمجرد الاستيقاظ، ليس لأن جسمنا يطلب ذلك، بل لأن مخازننا تفيض بمنتجات "خاصة بالصباح".
استمع لجسمك، ليس للشعارات
يجب أن نأكل لأسباب فسيولوجية، ليس للاستجابة للمعايير الاجتماعية. بعض الناس يأكلون مرتين في اليوم، وآخرون خمس مرات. ما يهم هو التوازن العام وجودة الطعام.
تخطي الإفطار لا يعني عدم توازن نظامك الغذائي. ما يشكل مشكلة هو التعويض بالوجبات الخفيفة الحلوة أو المعالجة بإفراط.
في الخلاصة
الإفطار ليس ضرورة بيولوجية. إنه عادة ثقافية، شكلها التاريخ والإعلانات وتوفر الطعام. ما يهم ليس الأكل في الساعة 7 صباحاً، بل الأكل بذكاء - عندما يحتاجه جسمك.
أطيب التحيات،
د. سعيد العلوي مولاي عبدالله وفريق عيادة الأسرة